وقع اشتباك مسلح في باحات المسجد الأقصى أسفر عن إستشهاد ثلاثة فلسطينيين و مقتل اثنين من أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي وإصابة ثالث بجروح خطيرة، كما استشهد أيضا فلسطيني رابع خلال مواجهات اندلعت في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم.
هؤلاء الشهداء الثلاثة من عائلة واحدة من مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر و يحملون الهوية والجنسية الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبره المفتش العام لشرطة الاحتلال غير مسبوق و تجاوز كل الخطوط الحمراء وقال إنه يتوجب تحقيقا مستفيضا لمعرفة الدوافع من تنفيذ هذه العملية.
كانت حوالي السابعة و الربع بالتوقيت المحلي عند منطقة باب الأسباط المؤدي إلى الأقصى المبارك، عندما أطلق الشبان الثلاثة النار على قوة للشرطة الإسرائيلية موجودة على الباب من مسافة قريبة جدا، ثم دخلوا كما يبدو إلى باحات المسجد الشريف حيث طاردتهم قوات من الشرطة الخاصة واشتبكت معهم فاستشهدوا في صحن قبة الصخرة المشرفة.
وقد فرضت قوات الاحتلال طوقا أمنيا شاملا على البلدة القديمة، وأعلنت منع إقامة الصلاة الجمعة اليوم بالأقصى المبارك، وإخلاءه من جميع المصلين وإغلاق جميع أبوابه، في سابقة هي الأولى منذ حريق الأقصى عام 1969.
هذه العملية المسلحة الثانية في غضون ثلاثة أسابيع التي ينفذها فلسطينيون داخل مدينة القدس، وربما تكون الأولى التي يحدث فيها اشتباك مسلح داخل باحات المسجد الأقصى.
و إعتبر وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان هذه العملية بالخطيرة بكل أبعادها، و قال إن ذلك ربما يتطلب من الشرطة العمل على اتخاذ إجراءات جديدة من حيث الترتيبات الأمنية سواء أكان ذلك في المسجد الأقصى أو محيط البلدة القديمة.
و اعتبرت حماس في أول رد فعل لها أن عملية القدس رد طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي وتدنيس المسجد الأقصى وهذه العملية تأتي تأكيدا على استمرارية الانتفاضة ووحدة الشعب الفلسطيني خلف المقاومة.
وكان مفتي القدس الشيخ محمد الحسين قد دعا الفلسطينيين إلى أداء صلاة الجمعة في الأقصى المبارك رغم القرار الإسرائيلي بإغلاق المسجد الشريف، وقد وصل الشيخ إلى باب الأسباط لكن الشرطة الإسرائيلية منعته من الدخول.
و قال مفتي القدس إن الأقصى إسلامي ولا يحق لسلطات الاحتلال أن تمنع الصلاة فيه، مشددا على أن إغلاقه أمام المصلين أمر مستهجن ومرفوض وقال أدعو المصلين إلى القدوم والصلاة في المسجد الأقصى.
و اعتبر وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية عدنان الحسيني إعلان الشرطة الإسرائيلية إلغاء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى بأنه أمر غير مقبول ومرفوض فلسطينيا مؤكدا أن إلغاء إقامة خطبة وصلاة الجمعة في الأقصى لم تحدث منذ عام 1969 على أثر حرق أجزاء من المسجد. وطالب إسرائيل بالتراجع عن هذا القرار.
المصدر: الجزيرة